Header Ads

Seo Services

"وهم" بقلم الكاتب مؤيد زياد

مُنتصَفُ اللَّيلِ أم بعدَهُ لا، بل قبلَهُ بقليلٍ حيثُ أُتِمَّ التحديدُ مِنْ قبلِهِ اتّفاقًا فكنَّا للوضوحِ غموضًا على مرأىً منكُم في مُحاكمةٍ أُقِيْمَتْ إثرَ جريمةٍ نُسِبَتْ إليَّ فكنْتُ الجانِيَ بلا قميصٍ؛ عدْتُ أدراجِيَ وأنا أخوتِي ولسْتُ مِنْ بني يعقوبٍ، لمْ أكنْ نبيًّا قطْ وذئبِي ليسَ مِنْ دَمِيَ بريئًا؛ الأحمرُ تطايرَ أرجاءً فِيَّ وها هيَ آثارُهُ على لباسِيَ طُبِعَتْ، إلى الديارِ ديارِي وجهتِيَ واضحةٌ، أمرْتُمُونِيَ بالعودةِ فلنْ أحزمَنِي ومتاعِيَ إليها؛ أَأُكفَّرُ ممّنْ بيَ ألحدُوا؟!
علاماتُ الترقيمِ لها الدلالةُ الواضحةُ في إحداثِ فروقٍ في المعنى؛ ترتيبُ الأحداثِ لأجدَ الفسحةَ الشاغرةَ فارًّا مِنَ الزمنِ، تعقيبِيَ وإدراجِيَ كجملةٍ انتهَتْ بعلامةِ استفهامٍ باتَتِ القبولَ بِيَ فكنْتُ مَنْ وثَّقَ هذا الهراءَ على أنَّهُ فلسفةُ حياةٍ بُنِيْتُ على أساسِها، سببٌ ونتيجةٌ وضعِيَ إيّاهنَّ مواضعَ اِلتِباسٍ؛ مسألةٌ نسبيّةٌ مِنْ شخصٍ إلى آخرٍ، أقفُ حيثُ انتهيْتُ والكلُّ يجزمُ معاناتِيَ مِنْ مرضٍ ما!
سُحقًا لقصورِ عقولِكُم؛ دائِيَ أنا والدواءُ في قارورةٍ على مِنضدةِ اليأسِ تُباعُ في محلِّ خُضرواتٍ بضاعتُهُ كاسِدةٌ ولا أملكُ ثمنَهُ وكنوزُ الدنيا بحوزتِي، كأسٌ مِنَ الماءِ بجانِبي بيديَّ أُمسِكُهُ لأجِدَ هِرّةً تموْءُ جُوعًا مُلْقِيًا بهِ على أنّهُ جِعةٌ فاخرةٌ، تمايلَتْ فصُرِعَتْ جيفةً والذبابُ حولَها يحومُ حامِلًا جسدَها إلى مكانٍ نأى عنِّي، أعاجزٌ أنا؟
أطرحُ الأسئلةَ لأصيغَنِي علِّيَ أجدُ حرفَ استداركٍ ليتداركَنِي بعيدًا جاسًّا نبضِيَ في بقعةٍ ظهرَتْ على ما اِلتُحِفَ مِنهُ في حقلٍ بدوّارِ الشمسِ رُصِفَ فاتخذْتُها مدارًا آخذًا قِسطًا مِنَ الراحةِ، نهضَ فجأةً فكانَ الفاصلةَ المنقوطةَ؛ قبلَهُ عبارةٌ فسَّرَتِ الأُخرى، في مصارفِ النَّحوِ لا قيمةَ لجملةٍ تفسيريَّةٍ، سعرُها ارتفعَ عِندَ القائمينَ على الفهميَّةِ منها، باهظةٌ تكلُفةُ صَياغتِها مُقارنةً بتمييزٍ لعدَدٍ أو معدودٍ، أتذكرُونَ الهرَّةَ البائسةَ؟
أنا هِيَ، أُشعِلُنِي علَّ تقلُّبِي يرجحُ.

هناك تعليق واحد: