"طرق الخيبات" الكاتبة مريم أولاد بنموسى
تغير كل شيء حولي إلا أنا والطريق وأوجاعي التي أحملها....
سلكت الطريق نفسه لأربع وعشرون سنة ...
طريقي الذي زرعته وأنا أحمل حقيبتي المدرسية المليئة بالبذور.....أحصد منه اليوم خيباتي واحدة تلو أخرى وأخبئها في كياني حتى لايراها أحد.....
في كل خطوة أخطوها أتعثر بذكرى توقعني أرضا.....
وكلما حاولت النهوض أسقط...
اسقط بالذكريات.....
أنهض أخيرا أنفض عن نفسي غبار ماعلق بي من ذكريات ....
أتفقد كياني أتأكد أن خيباتي جميعها موجودة...
لأنه في آخر مرة سقطت كان سقوطي بمثابة حرب طال نهايتها
مما زاد من ثقل دواخلي
هذه المرة حاولت البحث عن أصدقائي الذين رحلوا....
ربما أقطف بعضا من أصواتهم ، روائحهم.....
لم يكونوا أصدقائي بل كانو وجوه تحدق بي وأفواه تمد لي ألسنتها و تطلق ضحكات مدوية.....
فأردت تغيرهم لربما أجد سند وصداقة أخرى تصبر معي وتنصت لي دون كلل او ملل وبهذا تعرفت على وجوه أكثر...لأشخاص لم أتأقلم معهم أبدا.....
يبدو أنهم أصدقاء لشخص محبط أكثر مني أو بالأحرى علق مثلي في الطريق.....
حصدتهم جميعا ووضعتهم في داخلي.....
في الأربع والعشرين من عمري يبدو أن حصتي من هذا الكوكب كله طريق بطول عدة كيلو مترات تعرفت على أناس وتخليت عن أناس ...
أقطعهم ويقاطعوني...
ودواخل ثقيلة ومتوجعة...
وكل يوم تثقل أكثر
أضف تعليق