Header Ads

Seo Services

"جرح الروح غلب جرح الرحم" الكاتبة لميس يحيى الضاهر

امرأة عقيم لا تنفعين لفعلِ شيء 
مازالت هذه الكلمات تتوالى في مسمعي ويرنُّ صداها في قلبي، تنخزُ في أعماق روحي تنهشها وتُفتِتُها ، أتذكرني جيّداً بحالتي المأساوية ، امرأة كما يُقال في ربيع صِباها معذّبة جسديّاً، منهارة عاطفيّاً مزلزلة عقليّاً ، يفوحُ من أركانها روائح القهر والعذاب؛
امرأة عاقر ...
قالها بعدما أنهكَ جسدي ضرباً بالعصا
قالها بعدما أرهقَ رقبتي بآثارِ أظافرهِ كأنّه يرسم لوحةً عالميّة؛ يتفنّن بها حتى أبدعَ بمزجِ ألوان الأحمر والأزرق والبنفسج، 
شَطَرَ روحي بكدمات كلماتهِ الجارحة التي كانت على روحي أقوى وأبلغ من تعذيبِ يديهِ،
عطّرَ جسدي بطيبِ دمائي وراحَ ينشر على ما تبقّى من فُتاتي شذا رائحتهِ، 
جرَّ بخصلِ شعري أركان بيتهِ وكأنّهُ يُفرحُ أرض بيتهِ ها أنا أنظّفكَ يا عزيزي! وكأنّهُ بهذا سيهديهِ ربّهِ غلاماً ،
أخذَ يلومني ضرباً واثقاً بذاتهِ .. تعالى على ضعفي وقلّة حيلتي؛ فأضنى روحي.. أشجى فؤادي .. ورّم وجهي وفَتَرَ كل زاوية من زوايا أعضائي ..
أهكذا تكون الرجولة ؟! 
أن أعيش في بيئةٍ موبوءة أُداري أوجاعي ومرّها ؟!
يا حسرتاه على روحي كم تفطّرت جدرانها وذابت مزاياها ..
وعلى قلبي كم تقطّر ألماً ووجعاً وكم ذاقَ من وصبٍ وبؤسٍ ..
يا حسرتي على جسدي
على جسدي يا الله 
هذا الجسد الرّقيق صارَ كلوحةٍ فنيةٍ تكسوها الألوان ، بات عبارة عن قافلةٍ تاريخيةٍ من الكدمات وموكب طويل من الخدوش ؛
حياتي محطّمة، قلبي في شجون ، 
مهجّتي مخدوشة، نفسي مذلولة
وعيناي يا رباه 
عيناي نائمتان على فرقة مسطّرة من خيوط لون البنفسج ،
راضية يا الله ، راضية بحكمك و بعدلك 
لكنّي أخسر جسدي وروحي وكل دروبي وزوايا عمري ؛ أخسر رقّتي وجمالي وأركان قلبي الحنونة ؛
ماذنبي إن كنت عقيمة ؟!
ما الذّنب الذي اقترفتهُ حتى أتلقّى كل هذا الذّلّ والضّرب والتّعذيب..
ماذنبي حتى يُقابَل قلبي بالتنكيلِ والسطوة من زوجٍ لا يفقه ولا يعرف من الرجولة قشرةِ بصلة ؟  
لكنّي لن أصمت بعد الآن
سأُخرجُ نفسي من هذه البيئة الموتورة 
وأُخلّصُ كِلا عقلي وقلبي من هذه النّزاعات والصّراعات ؛
سجنني في قوقعة الآهات ..
لكنّي سَأُخرج نفسي من هذهِ الحرب النفسية والجسدية ..
سأُجازف الآن بكل ما أوتيت من قوّة، سأكون على قدرٍ أكبر من الصّلابة والمتانة، سأحارب هذا الوحش الذي يتجوّل في حياتي على هيئة إنسان، سأهزم هذا الزمن الذي جمعني به ،
لن أبقى مكتوفة الأيدي أتأمل حالتي المأساوية،
سأكون أقوى من كل شيء ؛
يا ربّااه 
فلتساعدني 
فلتجبر لي كسر قلبي يا الله . 

ليست هناك تعليقات