"فتاة الهجر" الكاتبة تسنيم حومد سلطان
هذا الوقت منشّق ..كئيب..
الآن ملتقيان
ثم
الآن مفترقان
رغمَ أننا لم نفتح نوافذنا لنزفَّ الشمسَ نحوَ مراكبنا.. لتحترق
قال لي: سنبحر معاً
منفصلينَ .. متحدين ..
سنبحر في آنٍ معاً
ونجوعُ حبّاً
نأكلُ بعضنا
ثم نموتُ " كالفقراء "
أتذكر كيف غفونا على حَجرٍ مهمل
وحَلمنا بمركبةٍ وضفاف
وأشياء أخرى..
كانت بمثابةِ عصافيرٍ سحريةٍ
حجبت حُزنَ الوطنِ آناً
ثم اندسّت مخنوقةً في حلمنا المستحيل..
احتجّ...!
إن العصافير قلبُ بلادي
وماكان بيني وبين بلادي
سوى الحبُّ .. والحبُّ
كيف صار بيننا ظلٌّ مقنوص!
أو شيءٌ أكبرَ من ذلك
يسمى " الخوف "
اختصرتُ البلاد بصرخةٍ أخرى
لا تغيبي ..
الخطواتُ مدّت جذرها في الدرب ثم تغرّبت
لا تغيبي..
سأختصرُ حُزنكِ هذا المساء
بقبلةٍ بيضاءَ ساخنة..
وأعلمي أن لا شيء سيختصرُ محبتي..
فأنا حينَ أقولُ :
" أحبكِ يا بلادي "
تُقبلُ الألوانُ راكعة
وحينَ تمدُّ ذاكرتي إليك يدا
وحينَ أمدُّ من قلبي إليك يدا
أراكِ مسافرةً بيني وبينَ دمي..!
أرفضُ الشوق
الوعود
وأرفضُ القمر الذي يزحفُ إلى ليلكِ بلا عينين
من ترسانةِ الأحلام
وأودُّ لو ألغيكَ من لغتي
لكنَّ .. الحروف تجيء إليَّ
عبرك
منك
إليك
وأودُ لو أنفيك مني
فأدركُ أنني المنفي فيك
وأن مدَّ البحر في عينيكِ سُنبلةٌ
تُسمِّينا " أولاد "
البارحةَ
حلمتُ بوطنٍ
يحثُّ خطاه صوبَ الشمس
يقطفُ أشعتها
يغسلها
ثم يخبئها في جيبه جيداً
ليشعلها عندما تُثلج..
فأقول :
" قد يأتي النّهار ... سيأتي على هذي البلاد نهار "
أضف تعليق