"ياسمينتي" الكاتبة آية محمد المنشف
وتارةَ مباغتةِ الشّوق "ياسَمينةَ قَلبي"
فتعلو في قلبي فراشاتٌ فوضويةُ المزاج
تتطاير.. تتعالى.. تتصادم
يتناثر جرّاءَ تصادُمِها غُبارُ طَلعٍ ورديٍّ شَهيّ
يُعجنُ منه الحُبّ
ويَقتبسُ منهُ الشّغفُ معناه
يكررُها بصوتٍ يذوبُ في قَلبي
وفَمي
أيعقل.؟
أيكون للصوتِ طعم.؟
يمكنّني الشّعورُ بحلاوةٍ تجتاحُ حُليماتِ التذوقِ لديّ
كأنّه مضغَ قصبَ السّكرِ قبلَ أن ينطقَ
ماذا عن شَعري الذي يصرُّ على الانسدالُ حينَ يبدأُ الحديث .؟
خصلةٌ تائهةٌ متَمردة لطالما فشلتُ في ثنيها عن فعلِها
تتسابقُ لتصطفَ مع قريناتِها
تنافسُ لتكونَ الأقربَ إلى أذني
حيثُ ينتهي المطافُ بذراتِ الهواءِ المحظوظةِ
بعد أنّ نالت شرفَ حَملِ أمواجٍ هادئةٍ استلّها الحنانُ من بحرِ حبالهِ الصوتية
متمايلةً كأنّها ملكةُ جمالٍ أُعلنَ فوزُها للتو
فهي طازجةُ التتويجِ والاعترافِ بجمالِها
تطفو فوقَ رأسي سحابةٌ من الأفكارِ التي غادرتني سابقاً
وكنتُ قد استسلمتُ أمامَ أمرِّ استحضارِها عنوةً
تمطِر.. بغزارة
تبلِلُ شعري.. رأسي.. رمالَ أفكاري الجافَة
وأوراقي البيضاءَ الفارغةَ منذ فترةٍ لا بأسَ بها
فالنظرُ إلى جوفِ عينيه
يمنحني أفكاراً لنصوصٍ لم تُكتب بَعد
بسلاسةِ سيمفونيةٍ قد خطتها أناملُ بتهوفِن ولم ترَها عيناه حالِكتا السّوادِ قدرًا لا اختيارًا
تتدفقُ كلماتي
لكنّ السّطورَ تتآمرُ مع اللغةِ ضدي
تتساقطُ أسفلها
فتتشتتُ حُروفي أينما كان
وتتلاشى مع غبارُ الشّمسِ الذي يتسللُ إلى مأدبةِ أفكاري من نافذِةٍ صغيرة مقابِلةٍ لمنضدةِ حِبري
هييي أحاولُ أن أكتبُ شيئاً هنا
هل لي ببعض الهدوءِ والسّكينة
سُطوري تأبى التوقفَ عن الدوران
تُحرِّرُ الكلماتِ بفوضى مريعة بدلَ أن ترّصُفَها
أتصدِّق.؟
حاولتُ مرارًا أن أكتبَ عنك
أكتبُ كثيرًا
حالما أنتهي وأعودُ للقراءةِ والتدقيق
يفوحُ العطرُ من أوراقي
تتناثرُ الفراشاتُ مجدداً من رحمِ بياضِها
أتحسسُ قطراتَ ندىً طازجةً بين سطورِها
ويشعُ بياضُها خاويةً من أيّة كلمات
أتصدِّق.؟
كتبتُ عنكَ هنا
على ذاتِ الصفحة
آلافَ المراتِ
وها هي ناصِعة مجددًا .!
أضف تعليق