أستحالة النسيان/ بقلم بتول سيف يوسف
إستحالةُ النّسيان!!
أقفُ أمام المرآةِ أنظرُ إلى نفسي ، وجهي الكئيب.
تسرقُ منّي الذاكرةُ وجهي ونفسي. تتوالى في ذاكرتي كوبُ الشّاي وضحكتكَ، نظراتكَ ووجهكَ الذّي أدهشني كالمطرِ في الصيف،
أسرحُ خصلاتَ شعري بهدوء، أُضفرها كما أحب، أرتدي اللّون الأسود حداداً لفقدانكَ، أضعُ أغنيةً لفيروز مبتعدةَ عن صدى صوتك في المكان، يتخايلُ لي اللقاء فأضحكُ سخريّةً من خيالٍ يستحيل، يراودُ أفكاري نسيانكَ فأشرقُ بغتةً، أبعثُ بالثوبِ الأسود إلى الرماد وأتوجه إلى ثوب أحمر ، أزيلُ أغنيةَ فيروز، أستمعُ لصوتِ أمي وضحكةِ والديَّ أعدُّ لنفسي كوب قهوة رغمَ أنّي لا أحبّها، لكن!! هكذا سأنسى الشاي وأحب القهوة، سأحبُّ كل نقيضٍ لحبنّا.
يجلسُ في أفكاري أن أكتبَ نصَّ ميلادَ نفسي ، ووفاةِ حبنّا، فتمتلأ الورقةُ البيضاء كلمات، أعيد قرأتها بصوتٍ عالٍ، فيهيجُ داخلي لمّا كتبَ رحمُ قلمي، أعلنَ القلمُ خيانةَ أفكاري، أم أفكاري وأصابعُ يديَّ وبصمةُ الذاكرة، تعلنُ هزيمتي أمام غيابكَ وفقدانكَ، خطَّ القلمُ في الورقةِ
غيابكَ لم يزيدني إلا شوقاً، والشوق لم يزيدني إلا حبّاً، والحبُّ لم يزيدني سوا صبراً وحبّاً للحياةِ.
يؤكدُ الحرف من رحمِ القلمِ استحالةَ نسيانِكَ، أم نسيتُ نسيانكَ وتعمد القلمُ إعلان هزيمتي بينَ السّطور .
أضف تعليق