أما عن نفسي / بقلم إنانا عمر
"أمّا عَن نَفسي، فَلستُ سِوى نصٍّ طَويلٍ مُتناقِض، مليءٍ بالمشاعِر و باردٍ بِلا أحاسِيس في الوقتِ ذَاتِه..يصفُ طعمَ الوحدةِ المُرِّ وحَلاوَتِهِ في آنٍ واحِد، وجمالَ انعزالِي الطّويلِ عنِ النّاس، كُلّ النّاس حتّى تَراكَمَ الغُبارُ عَلى رُوحِي المُهمَلة لِسنوات لِأُحافِظَ عَلى ماتَبقّى مِنِّي، أَخشى أَن أَنتَهي إن أَكثرْتُ مِن التّواصُلِ البَشرِي، أَن تَنْتَهِي طاقَتِي، كَلِماتِي، مَشاعِرِي وشَغَفِي، لِذلكَ أُحاولُ ألّا أُسرِفَ كَي لا أخسرَ كما كلّ مرة، كنتُ على طولِ الأيامِ شمعةً وحيدةً بأوجِ نارِها مُشتعلةٌ دائماً ،ولم أُدرك أنّنِي أذوبُ ببطىء حتّى بلغتُ الرّمقَ الأَخير، كُنتُ أريدُ النّورَ والنّورَ فَقَط، كُنتُ أُفنِي نَفسي ِلأُنيرَ دَربِي لِي ولِمَن رَافَقنِي، لَم أنْتبِه أَنّنِي أُفني رُوحِي وَعُمري هَباءً مَنثوراً.. فلا حافظتُ على نَفسِي، ولا لقيتُ خيرَ رَفيقٍ يُقدِّرُ ما أسدلْتُ مِن مَعروفٍ وفاءً لهُ، أعتَرِفُ أنّنِي أسرفتُ بِمشاعِري و وقتِي ببذخٍ مبالغٍ ونَسيتُ ذاتِي التي لطالَما كَانَت الأجدرُ بِما أضعتُ على طولِ أيّامِي..
أنا حشدٌ مِن الكلامِ المُؤجّل والمشاعرِ المُتناقضةِ والتّقلباتِ المِزاجِيّةِ التي لازلتُ أُخبِئُها عنِ النّاسِ ولا أُعبّرُ عَنها، أَخشى أن أتلاشَى إِن تَحدثّت..أُصِبتُ بِداءِ الكِتابةِ مُنذُ مُدٍّة بعدَ إصابةٍ شَديدَةٍ ولَم أَتعافَى منها، وَلَن أَتَعافَى..
حانَ الوقتُ لِأُلمْلِمَ شَتاتَ رُوحِي الضّائِعة وأُعِيدَ تَكوِينَها مِن جَديد، و أصونَ ما تبقَّى مِنِّي.."
أضف تعليق