عزيزي قلبي/ بقلم سلمى أكثم الرعيدي
عزيزي قلبي
سيّدُ الحُزنِ والآلامِ
ينبوعَ المشاعرِ والآهات
في عتمةِ الليلِ تلكَ... التي تُشبه إلى حدّ ما داخلكَ جدّاً....
ولحُسنِ الحظِّ أنّ ضوءَ القمرِ ينيرُ عتمةَ ذلكَ الّليل أمّا أنا فأحاولُ أنْ أقبسَ بعضاً مِنْ ذلكَ النّورِ لعلّهُ يضيءُ داخلكَ تلكَ الظُلمة الحادّة ...
والآنَ أعلمُ أنك مرهقٌ من طولِ اليوم ..ولكن هل لي أن أتحدثُ إليكَ قليلاً؟!
لا أعلمُ لِما استأذنُ منكَ يا عزيزي لطالما كُنتَ في الكثيرِ منَ الأحيانِ حاجزاً بيني وبينَ طمأنينةَ الأيّام وذارفاً للمشاعرِ الغيرِ مناسبة والخارجة عن السّيطرة والإحكام
تُصغي إليّ أليسَ كذلك؟!
حسناً أعلمُ أنّك لنْ تتفوّه بكلمة... ولكنْ أنا سأتكلمُ وأعرفُ ما تبتغي قولهُ من كلماتٍ....
خلالَ كُلِّ تلكَ الأيّام الماضية والذكرياتِ المتوحشة رجوتكَ قبلَ الوقوعِ بها أنْ تبتعدْ توسلتُ إليكَ أنْ تكفَّ عن ذرفِ مشاعرٍ بغيرِ مكانِها أبيتَ ذلكَ واستمرّيتَ بالعنادِ... فما كانَ ذنبيَ إلّا أن أجرَّ آلامي بجانبي وألحقُ بكَ إلى أن ترى الصّواب يوماً ما...
لم أكن أملكُ سواكَ ولمْ أكنْ أستطيعُ التخلّي عنكَ وتَركِكَ غارقاً ومُغرِقُني ببحرٍ منْ الآلام ...لمْ يكنْ أمامَنا إلّا الإكمالُ بذلكَ الخراب إلى أن نستعيدَ قوّتنا ونبدأُ مِنْ جديدَ بإعمارِ ما حصلَ من دمارٍ
والآن لربّما نجوْنا مِنَ الغَرقِ بتلكَ الآهات
أتعتقدْ أنّنا سنتوقفُ هنا؟!
كلّا يا عزيزي... ما سيحدثُ هو أنّنا سنجدُ أنفُسنا ناجينَ منْ ذلكَ الغرقِ ملقونَ على شاطئٍ لا نعلمُ اسمهُ أو المكانْ أو أيّ شيءٍ عنهُ ..أيْ كالغرباءِ حتّى عنْ أنفُسنا ..
تُرى كمْ يَلزمُنا لننسى ونتجاوزَ كلّ ما حدث؟!
أو حتّى هل سنستطيعُ التعرّفَ على ذواتنا بعدَ ذلكَ ؟؟
كثيراً وكثيراً سنحتاجُ لُطفَ اللهِ وعونهُ للنّسيان...
أو عمراً كاملاً وسنيناً عجَافْ لتجاوزَ الأمرَ بعدَ انتهائهِ
أعلمُ أنّك تذرفُ الدموعَ الآن ْ..لا تبكي يا عزيزي لا تبكي
في داخلي أنت... وبينَ أضلُعي وأثمن ما أملُكُ وأحاولُ الحفاظَ عليهِ سالماً هادئاً
سنتجاوزُ ما حدث معاً
سأشيّد آفاقاً منَ القوّة والأملِ بداخلنا
فقطْ كُنْ بخيرٍ لأجلي...
وعاهدني على السيرِ بالاتّجاهِ الصّحيح
لنْ يدومَ ما بِنا للأبد سنلقى الهدوء قريباً
نمْ إذاً يا قلبُ نمْ الآنْ
أضف تعليق