خمس دقائق/بتول سيف يوسف

دعنّا بخمسِ دقائقٍ نحيا، دعنّا بخمسِ دقائقٍ نلتمسُ الحياةَ بحب. 

في تلكَ الخمس دقائق لنعودَ بذاكرتنا إلى حُلمِ اليقظةِو ذاكرةٍ رئيفة، ربّما لنعودَ إلى ذلكَ البستانِ مع شجرةِ اللّيمون،أو زهرتي غاردينيا خظفتهما يداكَ لتأخذَ قسطاً من الحبِّ مع رائحةٍ تسعدكَ، أو لصوتِ والدتكَ 

" بنيَّ لاتتعبْ نفسكَ ادرس فقط" 

أو لأنينِ قطةٍ صغيرة تطلبُ مأوى. لتعودَ إلى موطنٍ يستحيلُ فقدانه من الذاكرة.

لتأخذكَ خمسُ دقائقَ إلى مقتطفاتٍ من مسلسلِ ما وليكن "الغفران" أو سطورٍ من كتاب انتقلتَ معه إلى صفحات حياةٍ آخرى.

لتتكونَ مستقبلكَ بخمسَ دقائقَ في ضوضاءِ خيالكَ لحلمكَ المختلف لثنايا كتابٍ أو ديوانٍ شعريٍّ أو أغنيةٍ تحملُ اسمكَ، إلى اسمكِ بجانبِ لقب تستحقه أنتَ ويستحقُ فخراً لوالديك.

بضعٌ دقائقَ مع عينِ محبٍّ، مع حديثِ نظراته، مع هدوءِصمته مع شغفِ كلماته، مع ضحكته الغريبةِ وكلُّ ما يختبئ بسلالةِ رمشيه وتفاصيلُ وجهه المريبة. 

عشرُ دقائق مع طفلٍ صغير يعيدُ طفولتكَ بأفعالهِ بضحكاته بأحرفه غير مفهومة، بعناقٍ أو قبلةٍ يستحوذُ قلبكَ ببرائته. 

خمسُ دقائقِ تقرأ بها عينَ، نصَ، قلبَ أحدهم تستمعُ لكلامهِ تنادي بقوته وثقته بها، 

خمسُ دقائق جميلةٌ جدّاً بالنسبةِ لكَ، لاتنسى نفسكَ منها!!.