فم واحد لا ينضج قبلة / بقلم تسنيم حومد سلطان
فمٌ واحدٌ لا يُنضجُ قبلة
هكذا أخبرتني القصيدةُ هذا الصباح
بعد أن علمت أنني أمارسُ كتابتها لأنني بلا أصدقاء
كانت تجلسُ أمامي
بثوبٍ قصيرٍ جداً
وحركاتٍ مرفوعةٍ
أظنها سبقتني بالزمن
فعانقت الصيفَ باكراً
أهدتني الكثير من الأحلام قبل رحيلها
همست لي مراراً أحبك
وتركت قلمي خلفها ينتظر من يشاركه رقصةَ فلامينغو فوق الورق..
كنتُ أظنُ أنني صالحتها
فقد وعدتها البارحة
أنني سأبني لها بيتاً على ضفّة نصٍّ طويل
مليءٍ بالمشاعر الصادقة
ووعدتها أن أرصَّ صفوفه قبلةً قبلة
ولو كلفني ذلك طرداً عن المنبر
قالت لي:
أنا ماخنتُ حبّكِ الذي
تسامى في دمي
لكن مللتُ الشماته
يشمتُ فينا وفيكِ البكاء ..
بعد اليوم..
لاتبحثي عني
أتمنى أن أراكِ على المنبر دون شعورٍ بالألم
فأنا الخطأ الوحيدُ
الذي يمكنكِ أن تحكيه للناس بوضوح
بوضوحٍ شديد
أخبريهم
أنكِ كنتِ مدينةً تحترقُ في الليل
بآبارٍ فارغةٍ
وأضواء يأكلها السواد ..
كنتِ وحدكِ
سراجاً
رصاصاً
وشبٌاك
وأن بلادكِ لا تعرفُ عن قصائدكِ شيئاً إلا الحزن ..
أخبريهم
أنكِ لم تكتبي يوماً قصيدةً
إلا وأنت تحلمين أن تضعي في فمكِ رغيفاً
أخبريهم كل شيءٍ
وإياك أن تنسي إخبارهم
أنكِ إمرأة تحلمُ بالضوء
امتهنت الشعرَ في أرض الجوع
في بلادٍ
كانت تسمى وطن ..
أضف تعليق