Header Ads

Seo Services

كنت أقطع قلبي / بقلم الكاتبة غفران الشامي

منذ إسبوع تقريبا حذفت محادثةً بيني وبين شخصي المفضل، عدد الرسائل بيننا تجاوز الـ مئتي ألف رسالة، قد يبدو أمراً تافهاً للناس، لكن في نفسي شعرت وكأنني أقطع جزءاً من قلبي، في هذا الصندوق الإلكتروني الصغير مئات الصور التي تجمعنا عن بعد، الصور التي أعجبتني وأعجبته، الأماكن التي كنا نَود زيارتها، والملابس التي نرغب في شرائها، في هذا الصندوق الصغير رسائل حزينة، هنا كان يفضفض بعد شعوره بالخذلان وهنا كنت أرسل له كلمات ممزوجة بدموع الخيبة، هنا كنا نسخر ونتنمر على الأحداث من حولنا، وهنا كنا نرسل النكات والصور المضحكة والأغاني المفضلة لكلٍ منا، مناقشات هناك إنتهت بـتبادل النبرات العالية لكلانا ومناقشات أخرى على أمر مجلة ما، او تدقيق نص، انتهت باتفاقٍ على ألَّا نتناقش مع بعضنا مرة أخرى، وبعد دقائق تناقشنا حول هذا القرار بـ سخرية وكأن شيئاً لم يكن، في هذا الصندوق الصغير غيرة متبادلة حين يتحدث أحدنا عن أحبائه، وهناك كان يتمرد على عائلته ويحدثني عن مشاكله العائلية لأكون أنا دور الناصح الحكيم حتى تتبدل الأدوار حين أتمرد أنا الاخرى عليهم، في هذا الصندوق الصغير مئات الخطط التي حققناها والتي لم نحققها، الأحلام التي نسعى إليها والأمنيات التي لا زالت عالقةً في السماء، نتحدث بنفس الشغف والحماس وكأننا لم نعد نلتقي أبدا، وهنا مئات المرات التي يعاتبني فيها على تأخري وتكاسلي المعتاد على ميعاد نومي المتأخر، والكثير من الكذب والمزاح والسخرية والنميمة والتنمر والحب والدعم والمواساة، في هذا الصندوق الصغير مئات الكلمات والرسائل التي لا يفهمها إلا كلانا..
في هذا الصندوق الصغير كانت مراحل مختلفة من حياتنا، لم أكن أتخيل أن تُحذف رسائلنا وصورنا وذكرياتنا وحياتنا بهذه البساطة والقسوة، أن يُهجر هذا الصندوق حتى أبحث عنه بين صناديق الرسائل الأخرى..
لم يكن الأمر هين..
لم يكن الأمر مجرد حذف لصندوق رسائل إلكترونية..
بل كنت أقطع جزءاً من قلبي ..!

ليست هناك تعليقات