وها أنا اتعافى منك/بقلم إنانا عمر
طيفُكَ الذي كانَ يَمُرُّ عليَّ گ نسمِة صيفٍ عليلةٍ باتَ گ ريحٍ باردةٍ في كانون يا عزيزي، لم تعد تردُّ لي الرُّوحَ بحضورِك، والزّهرةُ التي غرستَها داخلي جفّ عطرُها وبَهُتَ لَونُها وذَبُلت، لم تَعُد مُنقذي ولا مُرشِدي حينَ أضيع، فكنتَ أنتَ من جعلَني أتوه عن رُشدي، ولم يعُد يوجد مكانٌ لقارِبي في شاطئِ قلبِكَ ليرسو عليه، غدوتَ الغرقَ لا النّجاة، لم أعُد أرتشِفُ من بنِّ عينيكَ ما يجعلُني أصحو لأستجمِعَ قِواي وأبدأَ نهاراً جديداً، بل لم أعد أتذّوق من طعمِها سِوى المُرّ، لم تعُد مَذهبِي..حبُّكَ أصبَحَ كفراً واعتِناقك خَطيئة، ولا موطِني فقد باتَ انتِمائِي إليكَ قيداً يُكبُّلُ جناحَاي ، لستَ بيتي ولا أماني، بل غدوتُ أرى بكَ الحربَ التي سلبت مِنّي مسكَني و طمأنينتِي، انتزعتُكَ من داخِلي بِقوة ومزّقتُ جميعَ خيوطَ وصالِنا، فرغَت أيامِي منك وعلبةُ ألواني فقدت اللونَ الأسودَ مُذ رحلت، جاهدت لأكون بياضاً في أيامِك ف عامَلتَني مُعاملةَ اللونِ الأبيضِ في عُلبةِ الأَلوان، فقد شَغَلك عنِّي بياضُ الأوراقِ النّاصِعِ وتجاهلتَ صفاءَ حُبِّي، سَرَقتكَ مِنِّي ألوانُ الطّيف فتنازلتُ عنكَ لها، فإمّا الأولويّة أو العَدم..
لم تَكُن بلسَماً ياعزيز، كنتَ داءاً بِلا دواء، ولم يَكُن بيدي حيلةٍ سِوى استِئصالِك مُنِّي ، وها أنا أتعافَى منكْ..
أضف تعليق