ألم الفقدان/ بقلم سلمي اكثم الرعيدي
أضعُ في مُخيّلتي أبجديّةً بأكملِها، وبحراً من الكلماتِ والتعابيرِ الّلغوية العربيّة، وعشرينَ لُغةَ قلبٍ من لُغاتِ القلوب،جميعُها يا عزيزَ قلبي لا
تستطيعُ وصفَ تلكَ الّلحظات الّتي أشعرُ فيها بافتقادِ ثلاثةٍ مِنْ جَسدي وهُم العَقل والقَلبَ والرّوح، مِن شدّةِ افتقادكَ واشتياقي إليك، فكيفَ لبضعِ حروفٍ أن تُعبّرَ عن أثمن ما
يمتلكهُ الإنسان وهوَ الشّعور ؟ أنتَ شعورُ قلبي، وكيانُ روحي، وسعادةُ أيّامي، وكُلّ ذلكَ فقدتَهُ من بعدِ رحيلكَ في تلكَ اللّيلة الفاجِعة، (عشرة تشرين الثاني مِن العامِ الماضي)، هذا التّاريخُ الّذي يكونُ بمثابةِ كابوسٍ، لمْ أستطِعْ
أن أتخطّاهُ وأستيقظَ منهُ، فأنتَ منزلُ الأمانِ والحنانِ الّذي لمْ أستطِعْ أنْ أجدَ مثلهُ يوماً واحِداً منْ بعدِ رحيلكَ، ها أنا أكتُب، تارةً أشعرُ أنَ حُروفي لنْ تكفي المئةَ ورقةٍ التي بيدي، بجانبي سبعَ عشرةَ ورقةٍ كتبتُ فيها ما أشعرُ
بهِ الآن، وسبعٌ وأربعون ورقةً أُخرى مزّقتها من غضبِ الدّاخلِ وحُرقتهُ، مع ذلكَ فما زلتُ أكتُب، وربّما بالفعلِ لنْ تكفي تلكَ الحُروف والّلغات لوصفِ ما يوجد بداخلي مِن حُرقةٍ،
ولكِنّني أخافُ أن تجُفَّ تلكَ الحروفُ فجأةً لمعرفتي بعدمِ إمكانَك رؤيتها فتذهبُ حزناً وخيبةً، ليتكَ تأتي وتُنقذني وتُنقذ حروفي قبل أنْ نضيعَ ونتشرّدَ كُلٌّ مِنّا في منفى، ليتكَ .
أضف تعليق